رؤية تجمع الغربية لمشروع التقرير السياسي المعروض على مركزية التجمع
كالعادة أتى التقرير كمقالة سردية تعرض الوضع السياسي بشكل بانورامي دون أن يوضح موقف التجمع من هذه الأوضاع السياسية، أو البدائل التي يطرحها التجمع، على سبيل المثال مشروع قانون دور العبادة الذي يحمل التجمع النظام مسئولية التأخر في إصداره يجعلنا نطرح التساؤل، هل أصدر التجمع مشروعاً لهذا القانون، أم أنه ينتظر النظام لنكون مجرد رد فعل لأفعاله؟!!.
كما جاء التقرير و كأنه معجم للمصطلحات السياسية و يتضح الأمر جلياً في الأزمة الاقتصادية العالمية، التي لم يتحدث التقرير عن موقف الحزب منها و من آثارها على الوطن في الفترة الحالية و عن رؤية الحزب المستقبلية لهذه الأزمة، و اكتفى التقرير بتعريف ماهية الأزمة الاقتصادية، و زاد التقرير أن التجمع ينبغي أن يرد الاعتبار للاشتراكية في ظل هذه الأزمة، دون أن يتحدث أن أي دور للحزب طوال فترة الأزمة رد فيه الاعتبار للاشتراكية باعتبارها البديل للنظام الرأسمالي.
التوريث و انتخابات الرئاسة و الانتخابات العامة
المطلوب موقف واضح رافض للتوريث بأي سيناريو قد يفرضه النظام، و موقف واضح رافض لخوض أي انتخابات و على رأسها الانتخابات الرئاسية، إذا لم يتم تعديل الدستور و بالأخص المادة 76 و إذا لم يتم إعادة نظام الإشراف القضائي على الانتخابات، و إذا لم يتم توفير ضمانات كافية لضمان منافسة ندية و شريفة لا تتدخل فيها أجهزة الدولة، و إذا لم يتحدد سقف لما يتم إنفاقه على الحملات الانتخابية، و إذا لم يتم الأخذ بنظام القائمة النسبية المفتوحة، لأنه إذا لم يتم تنفيذ ذلك، فلن تكون انتخابات بقدر ما ستكون عملية تزوير إرادة الشعب المصري.
الوطن العربي
يرصد التقرير صراعات طائفية في أجزاء متعددة من الوطن العربي، لكنه لم يشير إلى الدور الأمريكي و الصهيوني وراء إزكاء هذه الصراعات، و لا المطامع الرأسمالية في نفط العراق، و لا يورانيوم دارفور، و لا الموقع الاستراتيجي للبنان أو حتى اليمن المطلة على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، و لم يشر إلى تدخل خارجي سوى في قضية اليمن حيث اختزل بتوصيف الحوثيين بأنهم "ينتمون المذهب الشيعي و تساندهم إيران"، أي أن الخطاب السياسي للتجمع بدأ يعتمد لغة التصنيفات الطائفية لتوصيف الصراعات.
أما فيما يتعلق بالعراق، فلم يرد ذكر لكلمة المقاومة فيما يتعلق بالعراق في التقرير إطلاقاً، و على التجمع أن يتخذ موقفاً حاسماً في هذا الأمر، و أن يعلن أن إنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق لن يتم سوى بالمقاومة و ليس بأي اتفاقيات تبرمها الحكومة العميلة مع الاحتلال، و قد اتخذ البعض عدم اتخاذ التجمع موقف من المقاومة العراقية حجة للحج إلى كردستان العراق و الالتقاء بعملاء أمريكا و الصهيونية و الذين حكموا العراق بالدبابات الأمريكية.
كما كرس التقرير فكرة التقسيم بحسب القومية حيث العرب و الأكراد في العراق، و هو الأمر الذي قد ينعكس على دول عربية أخرى، و قد يأتي اليوم الذي نتحدث فيه عن عرب و نوبيين في مصر، و إذا كان التقرير يدعو لوحدة العرب و الأكراد في دولة واحدة، فإنه يتوجب على التجمع أن يتخذ يوقع العقوبات على أعضائه الذين استضافهم الانفصاليين الأكراد عملاء الصهيونية العالمية، و على رأسهم طالباني الذي أتى لحكم العراق على ظهر دبابة أمريكية، و مسعود بارزاني ابن اللواء الفخري في الجيش الإسرائيلي مصطفى البارازاني.
كما استوقفت لجنة الغربية دعوة التقرير سوريا إلى "بذل الجهود لتحقيق وحدة الصف العربي"، فهل المطلوب من سوريا هو الاقتراب من ما يسمى بـ"معسكر الاعتدال" العربي، أو معسكر التطبيع المتأمرك.
أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد كان الموقف صادماً، حيث جاء في التقرير أن أجواء التفاؤل سادت بسبب أوباما، ثم فوجئوا بأن أوباما يتراجع أمام الضغط الإسرائيلي، و أن الإدارة الأمريكية ليست جدية في إيجاد تسوية عادلة و شاملة للصراع العربي – الإسرائيلي، و هو ما يعني أن التجمع بات هو الآخر يراهن على الإدارة الأمريكية، و هو نفس موقف النظام المصري، و نفس الموقف السادات الذي أعلن أن 99% من أوراق اللعب في يد أمريكا.
كما اختزل التقرير الفصائل الفلسطينية في فتح و حماس، غافلاً وجود تنظيمات يسارية لها مواقفها المشرفة سواء في المقاومة العسكرية أو في المواقف السياسية من قضايا الانقسام الفلسطيني و غيره، المهم أن كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو أمر يدعو للإحباط و اليأس و عليه ينبغي على التجمع أن يعلن بشكل واضح دعمه للمقاومة الفلسطينية المسلحة أياً كان لونها.
كما شهد الجزء المتعلق بفلسطين تخبط شديد، حيث أدخل معها قضية تصدير الغاز لإسرائيل، و الكويز، و كان الأولى أن يفرد في التقرير بنداً كاملاً للأمن القومي المصري تطرح فيه هذه القضايا بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل الوجود الصهيوني في دول حوض النيل، و مدى تأثر مصر بالأوضاع في السودان، إلى ما غير ذلك من موضوعات هامة تهم الأمن القومي المصري، من المفترض أن يكون لنا موقف واضح منها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق