الصابر في ندوة تطور الحياة الحزبية في مصر:
التجربة الديمقراطية في مصر بدأت منذ أوائل القرن التاسع عشر
أكد عبد الغفار الصابر أمين حزب التجمع بالغربية أن الفترة الناصرية لم تكن ترغب في الغاء التعددية الحزبية وانما ما حدث بعد الثورة من جانب الأحزاب التي كانت تبارى في توجيه الاتهامات بالعمالة والفساد لبعضها البعض بعد أن طلب منهم عبد الناصر تنقية الحياة السياسية فكان الحل هو الغاء الأحزاب وتجربة التنظيم الواحد الذي احتوى أيضا معارضة بداخله ولكن لها شكل ونظام مختلف عن التعددية الحزبية قبل الثورة وايضا عن التعددية الموجودة الآن. وأضاف أن ان التجربة الناصرية قد تنازلت عن بعض الحريات السياسية ان صح التعبير في مقابل تحقيق العدالة الاجتماعية التي كانت تعلو بالنسبة اليها على كل الاهداف الاخرى". جاء ذلك في الندوة التى أقامها حزب الخضر حول تطور الحياة الحزبية في مصر.
وأضاف ان فترة السادات شهدت اعادة التعددية الحزبية واعلان المنابر عام 1976 ومحاولة بعض هذه الاحزاب استغلال الميراث التاريخي لاحزاب ما قبل الثورة رغم عدم صحة ذلك.ووصول الاحزاب الان الى اكثر من 20 حزبا لا تستطيع القيام بدورها نظرا لعدم استطاعة اعضاءها دفع ثمن هذا الدور نتيجة للاعباء الاقتصادية والاجتماعية التي نجح النظام الحالي في تكبيل الناس بها بالاضافة الى المناخ الضاغط على الحريات فرغم هذا العدد الذي يبدو ضخما من الاحزاب السياسية والتي لا يستطيع عدها اغلب المصريين الا انه لا زالت هناك أحزاب أخرى لا تستطيع الحصول على شرعية وجودها رغم تقدمها للجنة شئوون الاحزاب لأكثر من مرة ورغم انها ربما اكثر نشاطا من أحزاب اخري تتمتع بالشرعية دون ان تستفيد منها او تعمل لاجل المواطنيين.
تحدث في الندوة أيضا خالد جوشن أمين حزب الخضر بالغربية معربا عن أسفه عن الحالة التي وصل إليها في الشارع المصري وعدم استجابة الناس الى الأحزاب السياسية وخوفها من المشاركة السياسية في أي عمل يحقق مصالحها ويدفع عنها وعن قضاياها.
وتناول مجدي نجم رئيس نادي الأدب بميت غمر في حديثه نشأة الأحزاب المصرية وصراعها على السلطة وكفاحها ضد الانجليز وتبنيها للمطالب الوطنية مشيرا إلى الاختلافات الفكرية بينها واختلافها في أولويات حل المسألة الوطنية وتداولها للسلطة من خلال الانتخابات.
كما تحدث ايضا على العايدي موجه تربية اجتماعية بالمعاش عن اهمية تربية روح المشاركة المجتمعية عموما وليس فقط السياسية لدى الشباب منذ المراحل المبكرة داخل المدرسة من خلال انتخابات الفصل والمدرسة والبرلمانات الطلابية التي تعمل على اعطاء المشاركين مهارات الحديث والتأثير والتحاور مع المسئولين من اجل حل المشكلات المختلفة.
وهو ما انتقده الحاضرون بشدة ووصفوه بانه يكون معدا مسبقا ويجرد المشاركة من معناها من خلال تجريده من أي لمحة سياسية ولو على سبيل الخلفية المعرفية للطلاب مما يساعدهم على الاختيار في المستقبل ويدفعهم الى المزيد من المشاركة الفعالة في وحل مشكلات مجتمعهم من خلال اندماجهم في العمل الاهلي والتطوعي او الانخراط في الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية.